الأربعاء، 20 مايو 2009
مدينة الســـراب
تعبت
تعبت أيها الأصدقاء ...
بل إن القلم قد شارف على الجفاف
زهدت الروح كل ما تحمله الحياة في جعبتها من متع وغرور
لم يعد هناك سوى الخمول ...
خمول جرح دفين قديم ...
تفوح منه رائحة دماء سوداء
عندما تنظر إليه، تلمح مزيجا من الحياة والموت يصعب فهمه
لم تعد الكلمات والاوراق والثوان تكفى للكتابة
فقد نزف الجرح مجددا بين يدي
وأنا أشرد هناك .... عند ذلك السهل الأخضر
أجلس على تلك الصخرة وأراقب الطير
متأملا الشمس وهي تختفى في حياء وتلملم أشعتها من سطح ذلك السهل لترسم لي ذكريات قلب مشتاق وملتـــاع
إلى معشوقة قلب دامٍ
إلى جنة وجودي وفنائي
إلى ملك
هكذا كان اسمها ... بعيدا عن الوصف
لكن القلم تعفف عن مد يد المعونة في مضى لوصف شكلها ... و الفؤاد أبى أن يصرخ بها
بجمالها ... بقلبها الخمرى
برموشها الطويلة ، بعينيها الواسعتين ...
بشعرها الفاحم المنسدل على كتفيها العاجيين في نعومة واستقرار كتاج الملوك ...
نعم ... هذا هو الوصف المناسب
كانت ملكتى ... ومولاتى
وفي خضم كل هذا الحنين ومع كل هذه السنين
لم أفق سوى كى أجد
أجدها خائنـــة ...
خائنة لصمتها
ســـارقة أحلامى لتنثرها مع الريح بكل تفان
ولتذبل وردتى بيدي
ويعصف بالريح كيانى
وتتوقف ساعاتى وأنا أقف لها مشدوها بابتسامتها الساخرة وهي ترفع يديها لي مودعة
وتخبرنى أنني كنت نعم الأخ والصديق
لتنام في أحضانه ملء جفنيها وعلى ثغرها ابتسامة تمزق أحشائى بنصل سيف وتغمده في ظهرى
يالجرح عاشق باك ...
على أسوار مدينة خادعة
يلهث المرء لها بكل وجدانه
ليكتشف أنها مدينة السراب
12/3/2005
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق