السبت، 9 مايو 2009

العنقـــاء




أكتب حروفاً ليس لك ... ولكنها لي ...
إليك أنتى ... وأنتى تدرين ماذا صنعت ...
فمنذ عقد كامل ، كنت فيها القائد ، والمعلم ، ومحور الدوارن لكل من عرفت من الأنام
كنت القوي ، والحازم ، والناصح
كنت أغطي كياني بهالة قوية متماسكة ...
كنت الأب والأخ ...
وكنت الوحيد ....
والضعيف ....
أحرص كل الحرص على أن تكون حقيقتى لي أنا فقط ...
أخفى خوفي بقوتى ... ووحدتي بمعارفي ...
حتى ظهرتِ من العدم ...
ونهضت من رمادك لتنقضي علي برياح عطرة تخترق فقاعتي في سكون ونعومة ...
حاولتِ بكل جهد ... بدون كلل أو ملل
حتى صنعتِ المستحيل ، وهشمتى تلك القشرة
أصبحت أمامك عارياً ، ضعيفاً ، واهناً
رأيت حرماني ... وصنعتي منه قوة أخرى
ولكنها أصابت كيانى بالخلل
لعبت على أوتار قلبي
عازفة بها منغومة الحانك
سحبتني الى عالم لم أره ، وأصبحت كالمسحور
فقدت الكثير ، وأخذت الكثير
لم أر سوى عيناك في ظلماتى ، ولم أسمع غير صوتك وسط احزانى
الى أن التحمنا في كيان واحد
كيان اكثر قوة وبأس و .... وحب
ليتوقف كل شئ بغتة .... ودون أي مقدمات
حتى عقارب الساعة تجمدت ، وأصبحت ملكة الزمن داخل قلبي
وهنا فقط أدركت الامر ....
ووجدت أن مركز تلك الهالة قد أصبح هشاً للغاية
وبدأت سبابتك تضغط عليه ، بكل رفق وحنان زائف ، كخفقات أجنحتك التى تلامس الهواء كل مساء
لتغرزي سكينك داخله ، وكنت أنا السبب وانت تصنعين حفرتك بكل دقة ومهارة ... وحرفة
تضعين الشوك لتضحكين ... وتقنعيني بأننى كنت أنا السبب
تغرزين نصال سيفك ، وتثبتى لي أنى أضعه في قلبك أنت
ولكن ...
ولكنك هنا ، أوجدتي نهاية لم توجد في كل قصص العشق
أوجدتي نهاية قاسية ... غاية في المرارة
أوجدتني أنا القاتل ....
قاتلك ..........
وأنهارت كل قواي ...
تحت أقدامك وأنا أبك ذلك التابوت ....
بكيته ساعات طويلة ....
كنت أتصور نفسي القاتل ، والسفاح ....
وبعدها قمت من رمادك مثل العنقاء ...
لتطلقى تلك الضحكة التى ما زالت تتردد داخلى...
لأرى قلبي مازال يبنض في لوعة وهو بين مخالبك
وأنت تطلقين الريح لجناحيك ...
وتلقيه هناك .... بعيدا .... ابعد مما اتصور
بعد أن أرتويتي بكل دمائي
وشربت وتجرعت من أوردتي
وأنتهي بي الحال دون قلب ينبض
وأنا اتأمل ذلك القلب الذى كأن بداخلى ، وهو يتبذر .... في أعماق بحر الخيانة
خيــانتك

ليست هناك تعليقات: