الأحد، 15 مارس 2009

الصنــدوق الاســود



يأتى الليل بنسماته وانا اجلس بمفردى اتنشق ذلك الهواء البارد الذى يلقيه علي جهاز التكيف المهترئ في حجرتى

اجتر الذكريات مع سخونة جسدى المتصاعدة

لا اعرف بصدق مشاعرى لتلك الذكريات من معارك وانتصارات ... وهزائم

احاول ان اشير باصبعى الى وجدانى الحقيقي بين مئات الاقنعة بين الفيلسوف والكاتب والمتوحد ... والعاشق

توقفت كثيرا عند العبارة الاخيرة

اتذكر معها تلك الملاك الحارس الذى عشقته كثيرا

ودون انتباه ارتجفت شفتاى وانا استنشق سيجارتى التى انتهت وكادت ان تلسعنى بلهيبها الخامل

فالقيتها على الارض باهمال وانا اسب ساخطا عقلى الذى رفض لقاءها في الاسبوع الماضي

لأفشل ان اكتب تاريخ المستقبل الذى اشتقت اليه طويلا ، واخط خيطا بعيدا عنه بعد انقشاع الغيوم

حينها فقط اكتشفت اننى ذلك العاشق

الذى يرفض مجرد التفكير ان يعيش وسط هذا العشق الهادئ

عاجزا عن وصف مشاعرى بعد ان اتقنت الحروف والتلاعب بها على اوتار النفس البشرية

اصبحت شخصية مشهورة تعج حياتها بالمئات من الاشخاص

لتندثر ملامح وجهى بين تضخم قبيح يصيب وجهى القديم بورم خبيث

ويبدأ غوصى في بحر عميق من الاضطرابات النفسية العاتية التى تضربنى بتيارات لا تنتهى من الاحداث

آملا في النهاية ان اصل الى جزيرة مفقودة اجد داخلها صندوق اصفر صغير

يحمل داخل قلبي المتبذر خامدا في سكون

حتى جاء ذاك اليوم في ليلة مقمرة

لتدخل تلك الفتاة الى حياتى ، جميلة المحيا ، تملأ الايام صخبا بمرحها وضحكاتها

لأجد عقلى يقذف بقراره الى حياتى انها الأنثى المناسبة لتتحملنى بكل صفاتى ، ورغباتى

وتنير لي الطريق الى ذلك الصندوق القديم

وتجلس الى جواره بابتسامتها الهادئة وتناولنى مفتاحه ، ودون تفكير

امسكت بالمفتاح لأديره في الصندوق

واخرج منه ذلك القلب متأملا بعض الاوراق التى خطت عليها اسماء كل من عاشرتهم

مخرجا من جيبي قنينة خمر صغيرة لألقى بمحتواها على الاوراق واشعل فيها النيران في صمت

لتصمت الطيور مقدسة لتلك الطقوس

حتى اعلنت النيران انتهائها من التهام الاحبار في صمت ، وامتدت يد الفتاة لتربت على كتفى وهي تشير بعينها اشارة صامتة ذات مغزى الى ذلك القلب الذى مازلت احمله في يدي

وقد بدأ ينبض في ضعف ووهن

ودون ان ادرى

بدأت التهامه في استمتاع لأنهى بذلك آخر انفاسي المتقطعة

بما يحمله من كبائر

معلنا لحظة مولد وميلاد مارد جبار

لينهل من جسد الفتاة المجاورة كل ما يرغبه

دون اكتراث لصراختها الذى ستظل تنطلق

إلى الابد



حـــواء الرقطــــاء


أنت حواء رقطاء

تتلونين كل يوم بألف لون من درجات الرمال

تتراقصين مع نسمات الليل وترقدين داخل جحورك

وتحسبين أن أنفاقها هي معنى الانتماء

تعيشين وحيدة دون رفيق أو أنيس

فلا معنى للذكورة لديك سوى الرغبة في عدم الفناء

تدفعين سُمومك دائما داخل العروق

تسيطرين على أجسادنا بعد ارتخاء في ليلة حمراء

تغزلين من الحب خيوطك لتغطي بها أستار الضياء

هكذا أنتِ يا فاتنتي ... منذ بداية الخليقة إلى انتهائها

ستظلين دوما .... سبب الشقاء