الأربعاء، 29 أبريل 2009
الــوردة البرتقـالـية
الوردة البرتقالية
دق جرس المنبه
وتململتُُُ في الفراش في تكاسل لذيذ وانا انظر اليه وهو يدق بصوته العالى المزعج
ولكني تمالكت نفسي و قفزت من فراشى بكل نشاط على نحو مفاجئ
واغلقت الجرس بسرعة وانا اركض بسرعة طفولية وكانى طفلة في العاشرة
لازيح الستائر وانا ابتسم
وادخل الى شرفتى لالقى نظرة على معشوقتي
انها وردتي البرتقالية
واقتربت منها في هدوء وخفوت
وكأنى لا اريد ان احدث جلبة لايقظها من نومها
وجلست الى كرسي المفضل الى جوارها
اتحسسها في رفق ونشوة
وتمتمت لها ببعض اسرارى
فقد كنت سعيدة جدا لان حبيبي سيأتى اليوم لزيارتى أخيرا
وكدت ان اطير فرحا بعد ان اخبرتها بالامر
ثم نهضت لارقص على اطراف اصابعى احدى رقصاتى الجميلة التى تدربت عليها طويلا في فن الباليه
ثم اصطدمت بوالدتى بغتة
وأحمرت وجنتاى من الخجل وانا اشاهدها تبتسم من اجلى في سعادة
لتتحدث إلي في امومة
- هيا يا جميلة ، لدينا الكثير اليوم لننجزه
اومأت برأسي في خجل وعيناى لم تفارق الارض خجلا وحياء
وهى تحتضننى في دفئ ثم غادرت الشرفة
فنظرت الى وردتى مجددا وانا اضع يدي على فمى اضحك
ودلفت مسرعة الى غرفتى لابدل ملابسي
واتجه الى جهاز التسجيل الخاص بي لاشغل احدى البوماتى المفضلة وارفع الصوت على اعلى درجة
وانطلق كالعصفورة داخل البيت اضحك واغنى واشاكس اخى الصغير
وجاء ابي الي البيت
فركضت نحوه لاسابق اخي الى ذلك الحضن الدافئ هو الآخر
وبالطبع فقد حظيت بالقبلة الاولى
ولكنه اعطانى قبلتان
فنظرت اليه مشاكسة لأقول له :
- لن يتخلل الامر اية خصومات في قبلة الغد
اجابها بكل حنان وهو يقول
- بل ستكون هناك المزيد من الحوافز والعلاوات
امسكت بالاغراض التى جاء بها وانطلقت الى المطبخ لاسابق اخي كالطفلة
وبعد عدة دقائق ، قالت لي امى ان اترك المطبخ واذهب لاستعد
فالقيت نظرة خاطفة على ساعتى وجحظت عيناى ذعرا ، فقد بقى على قدوم حبيبي نصف ساعة فقط
وبقفزتين متتاليتين ، وجدت نفسي في غرفتى لارتدى فستانى البرتقالى
ولم ابالى بصياح امى بان لا ارتديه
فهذا لا يهمنى ... فانا وحبيبي نعشق هذا اللون
كما انه اهدانى وردة عمره وفؤاده في عيد الحب
وجاء حبيبي ... ولكنه كان بمفرده على خلاف العادة
وضحكنا وتحدثنا
ولكنه بعد العشاء طلب من والدى ان نجلس بمفردنا
فاخبرته اننى اريد ان اريه الوردة كم صارت كبيرة ومتفتحة وجميلة
واخذته من يده ... وركضت الى شرفتى
وفي فرحة وفخر هتفت به
- هل ترى كم اصبحت فاتنة من اجلك
لم يعلق عليه ، فالتفت اليه وتجمدت في مكانى
وانا اراقب دموعه
فسألته بجزع عما اصابه
فاخبرنى انه سيترك البلاد مسافرا الى الخليج وانه قد جاء ليودعني
وان ظروفه لم تعد تسمح بان يظل بهذه البلاد ، لكى يستطيع التغلب على صعوبات الحياة
وتحدث كثيرا ، ولكنني لم استمع اليه ، حتى اني لم اكن معه
انسحبت روحي من عالم الواقع ولم اجد سوى العدم وتلك الوردة
وملت عليها بدون وعي ، لاقتطفها من جذورها ، واضعها بين كفي حبيبي
ولغرابة الاقدار
فقد ذبلت الوردة وانكمشت في سرعة ، وانكسرت تيجانها في صمت ... وألم
لينقبض معها قلبي وفؤادي وتدور بي الأرض لأسقط فاثدة الوعي دون ان تكترث لصراخ حبيبي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
جميلة ورقيقة قصة الوردة البرتقالية اللي قريتها ولسه هاقرا الباقي يا أيمن إن شاء الله .. انت كتابتك كلها جميلة وربنا يوفقك وتبقي من أكبر الكتاب بإذن الله
لمياء مختار
مرسي جدا على حضورك واهتمامك يا لمياء
وطبعا من بعض ما عندكم يا افندم
تحياتى العطرة
إرسال تعليق