مثلما تريد أينما أردتنى أن أقف بجانبك ... سأفعل اتريد أن تخبرنى بما تريده ... أو أتركنى أداويك أينما سهرت الليل .. سهرت معك أن كنت تريدنى أن اتغزل ... سأتغزل أن كنت تريدنى أن اتأملك في صمت ... سأتأمل قلبي مازال يقدر على التحمل ... تريدنى أن أغفل حالي واقف بجوار الباب خالية حتى تأتي في خيلاء .... سأفعل .... ولكنى لست أبداً من ينسى الحبيب أتفقد النجوم كل يوم وأنتظر ولادة نجم جديد ، ليضيئ لك نجمك الكئيب سأحتضن صورتك في كل مساء .... دون أن أتركها في الصباح فإن كنت تريد وردة قلبي فلن تنالها حتى تكسر ذلك الكبرياء
جلست ليلى في ذلك المقهى المعتاد في احدى نواصى حي الحسين تنتظر خطيبها ... وأخذه الوقت كثيرا وهي تداعب دبلتها في رفق وهي تتأمله وكأنها المرة الأولى التى تراها ثم امسكت بفنجان القهوة لترتشف منه رشفة صغيرة لتتلذذ بمذاقها المميز كما هي عادتها أيضا منذ سبع سنوات وأستمر خيط الذكرياتا طويلا حتى توقفت فجأة لتتذكر هذه الكلمة ( سبع سنوات ) وفجأة ارتعشت على صوت ضوضاء صاخبة انبعثت من احدى الموائد المجاورة لها داخل القهوة والتفتت اليها لترى رجلين وثلاث فتيات أجنبيات يمروح ويضحكون ويقدمون الهدايا لفتاة جميلة وهم يلتفون حولها احتفالا بعيد ميلادها ثم عادت لتحدق في فنجان القهوة لتتذكر سنوات عمرها التى تجاوزت الخمس وثلاثون وتسترجع احداث حفل خطبتها الى مازن ليبدأ شريط الذكريا في اتجاه آخر وهي تتذكر والدة مازن التى كانت دائما ما تستمتع بمضايقتها في الحديث يوما بعد يوم ...وفي كل مقابلة هزت ليلي رأسها في قوة وهي تحاول عبثا ان تزيل تلك الافكار لتطلق تنهيدة طويلة وهي تلقى نظرة أخرى الى ساعتها وأدركت ان مازن سيتأخر كعادته فقد مضت أربعين دقيقة حتى الآن وهي تنتظر ... دائما هي هكذا تنتظر ... وأستمرت ليلي في تأمل الاصدقاء على الطاولة التى تجرى عليها احتفالات عيد الميلاد في فرح صادق حتى ارتعش جسدها وهي تنظر في ساعتها مجددا لقد شارفت عقارب الساعة على الالتقاء معلنة ان انتظارها قد تجاوز الساعة .... وهي مازالت تنتظر ولكن الى متى سبع سنوات مضت وهي تنتظر في كل موعد تنتظر في كل ليلة تنتظر مكالمته وهو يتعلل بجميع الاعذار كل صباح تنتظر الموعد المقبل وها هي الآن لم يعد لديها سوى سيجارتها الرفعية التى تحترق مثلها وفنجان القهوة التى ترتشفها في كل موعد ... وهي تنتظر أيضا كادت السيجارة ان تحرق يدها فسحقتها في المطفئة في عنف وغضب ... وثورة ... وأحست ليلى بدمائها وهي تتذوق هذا المشاعر الجديدة يجب ان ينتهى هذا الانتظار ... لابد ان تكون هناك حدود جديدة وبكل في حزم واصرار ونهضت ليلي في حدة وهي تخرج بعض الاوراق النقدية من حقيبتها في عصبية وتلقيها على الطاولة ولم تعير اي اهتمام للجرسون الذى جائها راكضا حتى انه كاد ان ينقلب على وجهه. وغادرت المكان في سرعة ، وحنقها يزداد رويدا رويدا لتقطع الطرقات الضيقة المميزة بطابعها الخاص داخل الحسين والفكرة تزداد ضخامة في عقلها وهرولت مسرعة وهي تقطع الطريق في طريقها الى نزلها وثورتها تتفاقم اكثر ... واكثر حتى انها لم تنتبه الى تلك الحافلة التى تطلق نفيرها الصاخب وسائق الحافلة الذى يحاول عبثا ان يتفادى الارتطام بها وهو يصرخ ولكن هيهات ووجدت ليلى جسدها الضئيل يطير بعيدا في الهواء لتعود الى الارض مع صوت ينادي بأسمها كان صوت مازن ... نظرت اليه ليلي بعينين زاغئتين وذلك الأخير يواصل صراخه وهو يركض تجاهها ولكن كل عظمة في جسدها كانت تئن وتصرخ في ثورة لتخرج روحها في سلاسة ... وتطير الى السماء ولكنها أيضا كانت تشعر بالحنق ، والثورة لانها ايضا ... ستنتظر تنتظره